الأحد، 16 ديسمبر 2012

انا لله وانا اليه راجعون



بسم الله الرحمن الرحيم
انا لله وانا اليه راجعون
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين

1. بادئ ذي بدء فان تعاليم اهل البيت الاطهار(عليهم السلام) صريحة في ضرورة خروج النساء لزيارة الامام الحسين عليه سلام الله ، ومن هذه الروايات ما رواه في كتاب كامل الزيارات ـ وهي من اصح الكتب الاسلامية سنداً وافضلها مطالب ـ

عن ام سعيد الاحمسية عن ابي عبد الله عليه السلام ، قالت : قال لي- أي الامام الصادق - : يا ام سعيد تزورين قبر الحسين ؟ قالت : قلت نعم ، فقال لي : زوريه فان زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال و النساء – كامل الزيارات 237 ، وقد نقله عنه بحار الانوار ج 101 ص 3 ، و وسائل الشيعة ج 14 ص 437

2. ان النساء الزائرات،لا نظير لهن في العالم،من حيث شدة رعاية العفاف والحجاب و ضوابط الشريعة ... ،
وتلويث سمعتهن او سمعة الكثير منهن ، يعتبر هتكاً فاحشاً ، بل هو تهمة جماعية من ابرز مصاديق انتهاك حقوق الانسان و المرأة

قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور 23


3. لم يفتِ احد من الفقهاء على مرّ التاريخ بحرمة خروج المرأة من المنزل – الا الزوجة اذا منعها الزوج ، شرط ان لايكون منعه من خروجها تعسفياً - ولذا جرت سيرة المتدينات على مر التاريخ على الخروج للحج او العمرة المستحبين ، والزيارات ، والذهاب الى المساجد و الحسينات ، كما جرت سيرتهن على الخروج الى الاسواق ، و الشوارع و المدارس و غيرها.

4. حسب هذا المنطق ، فعلى القائل به ان يمنع النساء من الذهاب للمدارس و الجامعات ، و المعاهد العلمية لنفس الاسباب التي استعرضها، كما عليه ان يمنع النساء و الفتيات من الذهاب الى المساجد مطلقاً ،وعليه ان يمنع النساء والفتيات من الذهاب الى الاسواق مطلقاً ،وعليه ان يمنع النساء و الفتيات من الذهاب الى الحسينيات مطلقاً ، وايضاً ان يمنع النساء و الفتيات من الذهاب الى المكتبات مطلقاً ، وايضاً ان يمنع النساء و الفتيات من الذهاب الى زيارة اقربائها وحتى ابيها و امها مطلقاً.
كما عليه ان يصدر فتوى بمنع النساء من(العمل)في الدوائر الحكومية ،او في الشركات الخاصة او غيرها ، والادلة هي نفس الادلة:

أ- ان هذا العمل " الخروج للمدارس والجامعات ،والوظائف و… "مناف لأمر الله النساء بالقرار في البيوت.
ب- ان الفتاة في رحلتها للجامعة و المدرسة او المسجد والحسينية والعمل قد تتعرض لبعض النفوس المريضة.
د- ان غياب المراة عن البيت – للدراسة في الثانوية او الجامعة ، او للعمل – يؤدي الى التقصير في وظائفهن وقد يضيع الاطفال... وقد اصبح البعض يمارس الارهاب الفكري على الازواج كي يستسلموا لمشيئة زوجاتهن بالدراسة او العمل او زيارة الارحام !!

5. ان الزحام الشديد في مكة او المدينة المنورة ايام الحج و العمرة ،وكذلك اضطرار المراة لاستخدام وسائل النقل لدى الذهاب الى المدرسة او الرجوع حتى لو لم يكن هناك زحام لكن لان السواق من الرجال عادة ،ولان الشباب يتسكعون في كل مكان ، كل ذلك يستلزم هتك خدر المراة و الخدش في عفافها !!
فاللازم ان تمتنع النساء و الفتيات عن الذهاب للمدراس والجامعات والحوزات العلمية والعمل والحج و العمرة !!
ان اصدار هذه الفتاوى يُخشى ان يكون تاسياً باولئك الذين قالت عنهم السيدة زينب صلوات الله عليها:

( وليجتهدنَّ أئمّة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلاَّ ظهوراً وأمره إلاَّ علوّاً)

6. المفترض في المؤمن ان يشجع الرجال و النساء على عمل الخير ـ واي عمل خير اعظم اجراً من المشي لزيارة الامام الحسين عليه السلام؟ ،وان راى في ذلك احياناً بعض المقارنات الاتفاقية السلبية ، فعليه ان يشجع على عمل الخير من جهة وان يؤكد ويحذر من المقارنات السلبية ... وذلك ككل عمل خير قد يصحبه امر سلبي...
وهل يصح ان يردع الناس عن (الانفاق) مثلاً بحجة انه كثيراً ما يكون رياءاً ؟! ، وهل يصح ان يردع شخصٌ الناسَ ويمنعهم عن بناء المساجد والحسينيات والمدارس و دور الايتام بحجة ان القائمين عليها قد يهدفون من ذلك الشهرة او الرئاسة؟! ،وهل يصح نهي الناس عن زيارة العلماء، وزيارة الارحام و الاقرباء وعن زيارة اي مؤمن لاخوانه المؤمنين مستدلاً بان كثيراً من اللقاءات يحدث فيها (غيبة) ، او(تهمة) ؟!

واما الآية الكريمة (وقرن في بيوتكن)

اولاً: الخطاب لنساء النبي (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الاحزاب 31-32  و ليس الخطاب لعامة النساء و تعميمه لجميعهن بحاجة الى دليل و دليله مهما كان لا اطلاق له ليشمل حتى مثل زيارة الامام الحسين عليه السلام او العمرة المستحبة .

وثانياً: يوجد في (قرن) احتمالان ذكرهما المفسرون كالشيخ الطوسي في التبيان و الطبرسي في مجمع البيان و غيرهما ،وهما: قرن بفتح القاف او كسرها، (فاما 1- من القرار او 2- من الوقار)اي اقررن واثبتن -هذا المعنى الاول- ، او كنّ وقورات في البيوت -هذا المعنى الثاني ـ
وذلك نظير (عِدن) من (وعد) ، و (كِلن) من (وكل) مما تحذف فيه فاء الفعل مثل (عِد) ، واذا وجهت الخطاب لجمع النسوه تقول : (عِدنَ) و كذلك الامر من (وَقَر) (قِر) و الخطاب للنساء هو (قِرن)

ثالثاً: لا ريب في ان (قرن) لا يراد به الوجوب باجماع الفقهاء ، الا لمن كان خروجها بدون رضا زوجها

رابعاً: ان (قرن) على فرض عموميتها لسائر النساء وانها بمعنى القرار، عام له مخصصات اذ ما من عام الا وقد خص ، فلو دلت على استحباب القرار في البيوت ، فان ادلة الخروج لزيارة الامام الحسين عليه السلام وادلة السفر للعمرة المستحبة وشببها حاكمة عليها بلا شبهة .

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي لعظيم
اللهــم عجل لوليك الفرج

مركز الدراسات الحسينية
مشهد المقدسة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق